28 سبتمبر 2013

سُمرة و حكايات الرب و الرسول ...


أتنهد سُمرته البادية على كفي ,
أرسم بزفير حار ملامح مضت ذات شتاء دون رتوش
كم مضى ؟ كم أيلول أقصد مضى علي ذاكَ اليوم
ما زالَ أيلول يأتي بحَكايا الغياب دونهِ دون بقايا من وداع .

*********
أنسج خيوط كسُمرة الشمس , أصنع كنزه دافئة أحمي بها قلبي البارد دوماً من صرير رياح البحار , أخاف ذاكَ البحر في ليالي الشتاء أخاف صوته كطفلة تبكي من كوابيس الظلام , أخاف وحدتي دون دفء ذراعيه وحكايا الليل على فراش الحروف .

*********
ألعب ذات اللعبة كل ليلة أستعيد توازني المسلوب عنوة من لؤم الوحدة
أفتعل الضحكات وأقبل الحروف الماجنة وهي تسكر بنبيذ الحكايات
أتعمد عري البوح كي أرى شفافية الرغبة إلى أين تصل
أعيد ترتيب بازل الشغف كي يهدأ موائها كلما وصلت للقمة هدمت القلعة على رأس أصحابها من جديد شيء يشبه الوضوء كي يبطل بها الغضب أو ربما رغبة ما , أو نسيان لسُمرة نصلها مازال غامداً في القلب .

*********
كيف هان الموت عليه أن يتركني هكذا لماذا يفترش أرصفة الغير دوني
لنلعب يا أنتَ لعبة الحياة الأخرة سأكون أنا الرب و أنت الرسول
فلتسأل و أنا أقرأ عليك في لوحك المحفوظ
ربي لما خلقتني رسولاً للموت لماذا لم أكن إلها للحبِ مثلاً
ربي لما تركتني بِسمرة الليلِ يخاف مني الضوء الأتي من سفوح القمر
ربي لما لم تتركني أعزف النايات لما هذا الصفير المزعج في عقول الموتى

أنا ربك الأعظم عليكَ أن تنفذ ما أقوله لكَ
أجعلك أميرٌ للطرقات ,
بادياً بِسمرتك لفتيات النسيم
تشعرهم بفخر رقصاتهم الأخيرة على حواف نهر الفردوس
تقتص لهم من صائدي البراءة ما أنتهك منهم
أجعلك رب اللحظة و أنتَ تقطر البشارة في قلوب الهوى
أجعل سُمرتك جنة الغوى جنة لبقايا حروب الذاكرة

*******
تلك الطاولة ما زالت تتنفس سُمرة تشبه مزيج القهوة الداكنة التي تجرعها يوماً على شرف دمعة سقطت من سماء لا فردوس لها .

**********
ترقص كغجرية يتدفق منها الغوى
تستعين بعرافات الجبل كي يخيطوا لها عِقداً من أسحار الجنوب
تجوب بها قرى البكاء لتحيل حزنهم فرحاً
يتربص بها المارقون يشدونها
أترقصين أم نصلبك على صليب الرغية
أرقص أرقص
هيا أخلعي نعليكِ فأنت اليوم لنا
غني أولاً
تهم بالغناءِ
يقترب منها أحدهم
يتحسس شفتيها
تغمض عينيها و قلبها وحواسها
فهي على شفا الموت
تتذكر سُمرة كانت تلهب ساقيها بالعطر
فقد كانت قبلاته عطر
شغفها جنة
وعرقه طُهر
هي الأن تموت لم تستطع الغناء
تُصلب
يقذفها مارق برجولة قذرة سهم يعلم مصيره جيداً
كما تعلم هي كيف تموت و تكفن بحواس كانت له فقط
منه خُلقت و إليه تموت

***********
ماذا أفعل هنا
كيف أشعر بدونه
كيف لا أتخضب بسمرته في الصباح
كيف أتهجى حروف البقاء
كيف ألعن وحدة المساء
ما جدوى سُمرة ليل بدون نايات شفتيه
حُمرة عينيه وهي متعبة
يا لهذا النبيذ العفن
لم يعد يجدي
لا يُسكر لا يأتي بالنوم
متعبة هي تود النوم على فراش من أشعار
تشعره يعري فيها ما تبقى من قوة
تستسلم ليديه كي يسقيها من روحه
تشعر بصياح الديك بعد أن أثث قلبها بالروح و الريحان
تصحو على قبلة من مَلكٍ يشدو بأسمها
تفرك عينيها الواسعتين تتلفت حولها
لا تجده
فالقمر لا يحق له النوم مع صباحات بياضها .
~ ~ ~ ~
#رنا_هاشم


5 سبتمبر 2013


من سنين مش قليلة كانت أفكاري شكل تاني غير دلوقتي تماماً
كنت بهتم جداً بالشكليات بالناس اللي أتكلم معاها بشكل المكان اللي هسهر فيه يعني حياة أغلب الستات الفاضية اللي مش وراهم غير الشكليات ,, مكنتش بعرف أركب مواصلات بأي شكل من أشكالها ومش بمشي على رجليا في أسواق شوبنج تكون في الشمس أو حتى محل معين يكون خارج مول و لما كان جوزي يركن بعيد كنت الحقيقة بقلب الدنيا تماماً لأم مش معقول همشي كل ده و ده بالمعني الحرفي مبيكونش أكتر من مسافة 100 متر بالكتير

لما ولادي دخلوا مدارس فضلت ادور كتير جداً على مواصفات معينه تكون ليها شكلها الخاص اللي يتماشى مع حياتهم و شكل أصحابهم
لدرجة أني لما بدأت أكتب يوميات أم مفروسة و شكل المدارس اللي كنت بدور فيها كنت أنا نفسي حاسة أني أوفر و ومش عايشة على الأرض ,,

في شهر سبتمبر اللي فات قررت و لأول مرة بعد 12 سنة جواز و قعاد في البيت و كتابة و شهرة اليكترونية من سنين ومن ورا زجاج جهاز الكومبيوتر قررت أقوم بأول خطوة تمرد في حياتي على السلبية اللي أنا عايشة فيها قررت أبطل خوف يمكن الخطوة جت تحت أثر نفسي رهيب من الوجع لكن أخدتها بدأت بتكملة دراستي في كلية الأعلام ,, و دراسة السينما الحرة و العمل على أول فيلم وثائقي ليا في عالم حبيت أشتغل فيه و هو عالم الأعلام السمعي و المرئي

في خلال السنة دي كان أول مرة أتعرض للشارع و أزاي الناس عايشة و يعني أيه مواصلات و يعني أيه مشي و جري كمان علشان ألحق باب المترو قبل ما يتقفل و يعني أيه فلوسي تخلص وما أركبش تاكسي و أخد CTA في عز الحر

يعني أيه أفطر في رمضان بساندوتش بيض بالبسطرمة و علبة عصير و أدخل أوضة المونتاج في شغلي و أنام على ظهري في راحة بعد الفطار ربع ساعة و أحلم بشكل شوارع مصر و حواريها القديمة و الأغرب شعوري بالسعادة الحقيقية ,

كنت زمان ليا مفاهيم ثابتة ما بتتغيرش في العلاقات الانسانية و الاجتماعية و الدينية أحارب و بشده تدخل الأخرين في معتقدهم الديني ولكني داخلياً لا أقبله و لكني أتعايش معه بهدوء

عكس دلوقت , صحيح ان الدين لله و لكن حق المواطنه أهم كثيراً من دستور لا يعطي هؤلاء الأقلية حقهم في أختيار خانة الديانة كيف تكون أو محدش يبص في بطاقته و يقلب شفته أو زي ما اتفرجنا كده على فيديوهات الشيعة المخزية و أضطهاد البهائيين العلني في عصر قمعي بقى لمدة 30 سنة .

و بعد سنة من التغيير ده أخدت قرار بتخيل أن لو حد قالي عليه من سنين كنت رشيته بماية نار, خرجت ولادي من مدارسهم الناشيونال و حولتهم لمدارس تجريبية الأولى أداريا في الثانوية العامة على منطقة مصر الجديدة,

فضلت أفكر كثير جداً في مسألة واحدة غير الخاص تماماً بالمبلغ الخرافي اللي بدفعه هناك ,, لما الصغيرين دول يكبروا و يبدأو فعلياً الأحتكاك بالشارع الخارجي هيقدروا يواجهوا زي ما عملت في سني الكبير ده ؟ ولا حياة الراحة الغير عادية اللي اديتهالهم هتأثر فيهم هيعرفوا ما يشتروش كنتاكي و مؤمن في المدرسة و يشتروا بسكويت عادي جداً من كانتين المدرسة ؟؟ و يقفوا مستنين دورهم ؟ هيعرفوا يلعبوا في ساحة كبيرة بدون تقسيمات الملاعب و البسين الخاص بيهم ؟

كنت أكثر خوفاً من الخطوة الملعونة دي لكن و بالفعل خفت من حلمي اللي بشوفه دايماً أني بموت بدري أوي و أسيبهم من غير ما يتعلموا أن زي ما ليكوا أشتراك في 2 من النوادي المصرية في مدارس عادية بتقدم خدمة تعليمية ممتازة و الأجمل أنها تحت منظومة مراقبة جيداً و محدش ممكن يقول الكلمة الحقيرة اللي بتتقال انا هنا بفلوسي

النهاردة بس و بما أني مسؤولة مسؤولية كاملة عنهم في أختيار ما يخصهم أنهم يعرفوا يعني أيه العالم الحقيقي لبلدنا , هي مش سيتي ستارز و بلو نايل و تشيليز , لأ الدنيا فيها رفاهية أبسط و أجمل من كده ,, و بلغتهم بالفعل أنهم من النهاردة بس زي بقية مصريين البلد دي بل بالعكس قلت لأبني أنك هتاخد كورسات المعهد البريطاني براحتك و لبنتي أنتسابها لمركز الأبداع في الأوبرا غير دروس الباليه ,, مفيش حاجة هتتغير بالعكس أستمتاعكم هيزيد
بخروجكم للشوارع و للفن و المتعة الحقيقية ,

أنا سعيدة جداً بكل اللي بيتغير فيا ده سعيدة جداً بأن التدوين بيخليني أقول كل اللي نفسي فيه سعيدة أكتر بأني بشق طريقي بصعوبة شديدة و بدون مساعدة حد رغم صعوبة كل اللي بيمر حواليا يعني مش ماشية بمبدأ ان كان ليك عند الكلب حاجة يغور الكلب و يجي ألف غيره المهم أني بحاول و بحاول , مرة تصيب و عشرة تخيب ما يهمش , بس المهم أن بحس أني عايشة و اللي مخليني لأول مرة أقول ,,

أنا حرة I’m Free ..
وهو ده بقى جمال شوارع مصر
~ ~ ~
#رنا_هاشم