23 يوليو 2015

أمسك عندك .. واحدة قلعت الحجاب !!



تجربة قلع الحجاب هي إعتراف ضمني من المجتمع إنك بقيتي ست شمال و خاصة لما تكوني متجوزة و عندك ولاد بتلاقي كميات من البشر متعرفيش طلعولك منين يا أما يشتموا و يهينوا يا أما ينصحوا وهما متدينين بالأسم وفي منهم اللي بينصحوا بمحبة ودول كتير أو يباركولك أنك تخلصت من عادات الجاهلية وكأنك عايش في مجتمع بيفرز كميات من صديد التخلف بشكل يفوق التصور .. 

و خاصة لما يصاحبه مرض مفاجيء مش في الحسبان فهو دليل على تسليط أيات العذاب على المحجبة السابقة و الملحدة حاليا بمفهوم التدين العميق الحالي في بعض العقول الخَرِبة .. 

أنا محجبة من سن 16 سنة أيوا 16 سنة و أنا في ثانية ثانوي تحجبت بسبب حلم و أترجملي بأنه أشارة من ربنا أنه بيحبني و لازم أتحجب ووافقت بعد 4 سنين من العذاب في عيشة بدون فريق الرقص الإيقاعي اللي كنت مشتركة فيه من صغري برا مصر و اللي كنت بحلم معاه الف مسارح العالم .. كنت طول عمري نفسي أرقص متمنيتش أبداً أكون ممثلة مثلا كنت عاوزة أرقص وبس .. 

و لما رجعنا لبلدتنا الساحلية في مصر كان لا شكلي ولا لبسي و لا عادات أكلي ولا المعيشة تناسب تماماً التغيير البشع اللي حصلنا فجأة ده و تحولت تماماً من طفلة محمومة بالرقص لطفلة ما بتكبرش جوا جسم بيكبر و بيكبر و بيتحول من شكله الرياضي إلى سِمنة غير مُبررة .. 

و بدأت أتعلم أدارى في الهدوم .. 
و بدأت أتعلم و أسمع كلمة عيب و حرام من الناس اللي حوالينا .. مع أني عمري ما سمعتها من بابا و لا ماما لأنهم ربونا بشكل بعيد أوي عن التخويف والترهيب من الدين 

ماما كانت بطلة في لعبتها وخريجة مدارس راهبات كانت بتلعب رمي الجُلة و الوثب العالي 
ماما كانت بطلة 
ماما كانت ملكة 
كانت عاملة زي بنات الحكايات و حبها لبابا اللي ساب بلدته الريفية من صغره العصامي وهي بنت الذوات كانت مُلهمة 
وكمان حكايات أخواتها 
وباباها و مامتها 
و كريمة خالتها اللي من سنها 
كريمة ماتت قبل فرحها بأيام
كريمة كمان كانت ملكة 
وماما كانت ملكة 
بطلة في حياتها 
وبطلة في موتها 
مقالتش لحد أنها مروحة 
راحت مننا في 6 دقايق
ماما بطلة 
و ملكة 

دوبت وسط زحمة المفيش .. 
مفيش بكرة مفيش أمل مفيش حلم .. كل حاجة كان بابا بيختارها و كل حاجة كان بيختارها لمستقبلي محبيتهاش 
بس عمري ما كرهته .. لسة حضنه دافي و ريحة رقبته شاماها ولسة حاسة بملمس شعره الفضي 
بابا كان أسمر 
و بطل 
بطل في الهاند بول بطل فريق محافظته 
بنوا مصانع الغزل في الستينات مع الرعيل الأول اللي عملوا من العمال هيبة و قضية 
بابا كان عصبي 
و نظراته تخوف 
بس علمني أقرا و أرقص و أحترم الأديان 
بس معلمنيش أتعامل مع البشر ونفوسهم الضالة 
علمني أخاف 
ولما مات خفت أكثر 
محدش عوض بابا في حنيته 
بس أنا ومن كُتر الخوف.. 
بطلت أخاف 
وبقيت أغلط 
و أعافر 
و أروحله قبره و اقوله أنا غلطت مش هتطلع تحاسبني طيب تضربني 
بس مبيجيش 
بحبه ..

وعدى على حجابي 20 سنة .. مضايقنيش ولا حسيت معاه بغربة 
الغربة كانت جوايا أنا مش في اللبس 
لما قررت أقلعه كان تخلص من خوفي من نفسي ومن تابوه فرضته على نفسي سنين ,,
الناس ربطتها بشغلي في السينما 
و ربطتها بأن عياري فلت 
و أسباب تضحك 
وأسمع الهمهمة من هنا و هنا 
جالي كمية أنبوكس مش عادية كلها من نوعية أنا كنت منبهر بيكي بس دلوقت خلاص 
وكأن الحجاب هو اللي خلاك تعرفني و تسمعلي و تقرالي 
و دعوات عليا و ليا 
بقيت في بلد بتعامل اللي قلعت الحجاب أسوء من الملحد واللا ديني أو اللي مشيها ولموأخذة 

بس لقيت نفسي مش خايفة ولا أكتئبت و لا فكرت أستخبى 
لقيت نفسي بواجه .. 
لأن بطلت أخاف من يوم ما بابا مات وخد معاه روحي 
ولما ماما ماتت و بطلت أخاف من تليفون الفجر حد يقولي الحقي ماما 

بواجه لأن أتعرضت لأسوء أنواع البشر من القريبين و البُعاد 
بواجه نظرات التخلف و اللي من تحت لتحت 

ولما حد يسألني برد بصراحة طبيعة الشغل و الوقفة و العمال و الناس و شعلقة المترو
 و الباصات والنوم وأنتَ قاعد في الزحمة وحاجات تانية مش مجال للكلام فيه 
رديت و قلت أنا رنا زي ما أنا ما أتغيرتش لا بلبس عريان ولا برجع في نصاص الليالي إلا لو بصور 
ولا محتاجة أبرر ولا أقول ليه وعلشان أيه زي ما أنت و هي وهو حرين في قراراتكم أي كانت طالما  جميع الأطراف راضية و مرضية 
في حاجات بتتحس و ما بتتقالش
و أرجع أقول :
أنا رنا بكل غباء و رخامة السنين فيها 
نكدية و بوزي شبرين 
رنا اللي بتحب السينما و الموكا

*بذاكر للجامعة اللي مخلصتهاش زمان غباء مني وحمرقة على أختيارات بابا اللي كان مُصر فيها أني مهندسة نسيج عظيمة .
*بدرس سينما في ورش خاصة و بحاول أشق طريقي وسط ناس بتعلمك سينما بس معندهاش أستعداد تشغلك لأنك مش خريج معهد سينما ولا ليك مصالح مع حد.
 * بذاكر لولادي و براعيهم علشان كل اللي هقدر أقدموا ليهم ولمستقبلهم دراستهم و شغلهم وده ميراثي ليهم .
*بشوف بيتي وطلباته كزوجة و أم على قدي .
* بجري ورا الفرص هنا و هنا علشان اقول يا عالم انا أهوووو .
*بصلي و أصوم زي ما أنا و حاجات كتير مش المفروض أقولها .
أنا زي ما أنا ما أتغيرتش

بس عمري ما عرفت أطلب النجاة و الخلاص من حد 
ساعات ببقى عاوزة أشكر الناس اللي مساعدتنيش حتى نفسياً أو أستكترت ترد حتى على أستفسار أو مشورة لأن لولاهم مكنتش قدرت أقف على رجلي و أبطل أخاف و أرمي ورا ظهري و أكمل ..

عمري ما عرفت أطبل لحد ولا لنظام و اللي على قلبي على لساني صحابي أخوان وسلفيين و فلول و ملحدين و بهائيين و مسيحيين و مسلمين نِسب لبعض كل مِلة و نرجع نشرب القهوة سوا حبايب .

الحجاب و النقاب مش تهمة صريحة بالأرهاب الفكري 
ولا قلعه معناه أن الست وحشة 

في بين السطور ألف معنى 
و بين الحروف ألف وقفة 

جوانا بتاعنا مش بتاع الناس أفصل مخك عن نظرك و فكر شوية في أزاي تخليك في حالك 
* ترضى بنصيبك و أفكارك و رزقك و حياتك وولادك ومرضك 
*ترضى بالحقايق من حوالينا زي الخوف و الموت والبعد و الخيانة والحب والرضا 
*ترضى باللي حواليك من البشر و متعلقش ليهم مشانق 

*بطلت أخاف من الخوف ومن البُعد و من جَلد الذات
*بطلت أخاف من تُخني اللي تحول لعوامل مرضية طويلة الشرح
*بطلت أخاف من لبسي أني ممكن أعمل تلوث بصري للناس اللي بتشوفني

وبواجه 
ومكملة 
بس عمري ما كنت زيها 
زي ماما 
بطلة .

22 يوليو 2015

الفرح ألوان أختار منه اللي يناسبك ...


الجملة دي كتبتها يمكن من أكتر من 3 سنين فاكرة اليوم اللي كتبت فيها الجملة دي كنت في فترة أمتحانات كلية الأعلام للتعليم المفتوح و كنت في الفترة دي بمر بتجربة من العيار الثقيل و هي أزاي تواجه عمرك 36 ولأول مرة بأشخاص مش من سكان مدينتك الفاضلة اللي رباك عليها أهلك و أنك تكتشف فجأة في العالم ده ان في خيانة و غدر و قلة أصل .. و عادة أنا بكتب الجمل الأكثر تأثيراً في حياتي و أنا في حالة أحباط كاملة و مش مناسبة للوضع اللي انا فيه .. لكن جملة الفرح دي فضلت ترن في ودني مدة طويلة جداً و خاصة بعد ما بدأت أدرس السينما و اشتغل فيها و في مرة من مرات الزهق الغير عادي قررت ادخل ورشة المانية من ورش العصف الذهني من بتوع الاجانب و الجماعة الألمان دول مَكن فعلاً قالولك ايه بقى ؟! قالو عاوزين نعمل فيلم يخلص في 3 ايام طبعاً و بما أني سلحفاة عظيمة ومن الكائنات اللي ما بتتحركش أصلاً قلت الناس دي بتهرج عاوزين سرعة و مفيش أمكانيات ولا فلوس و نعمل فيلم 3 دقايق و أاكتشفت بعد ساعات أني محتاجة أعمل الفيلم ده علشان اواجه أحباطي و فشلي في بعض الأمور وافتكرت جملة الفرح الغير مناسبة لشخصيتي تماماً بحكم طبيعتي الكئيبة و قررت أعمل منها فيلم و نزلت مولد السيدة زينب و شوارع الفلكي و عابدين و رن في ودني زمارة الراجل بتاع غزل البنات اللي بحبها مع أني مبحبش غزل البنات بحسه سكر متلون ومش على طبيعته الحقيقية زي الكريم كرامل و المارشمللو أكثر 3 كائنات بكره أكلهم في الدنيا دي ... وصورت حبك للحظة في شكل الرقصة و قطمة الشوكلاه و كتب جاهين و الطاهر عبدالله و فيوليت ابو جلد و سحر مندور و أنجاد قصيباتي و الرسول الكريم .. وكل دول أجتمعوا في حضرت حضور صوت منير و هو بيغني الدنيا لو جارحة وعملت منه اللي هتشوفوه ده و اتعرض الفيلم في برلين و كتبت عنه مقالة في مجلة 7 أيام بدعوة جميلة جداً من رئيس تحريرها دكتور ياسر أيوب هتشوفوها التدوينة الجاية .. أتفرجوا مش حاجة عبقرية قد ما هي لحظة ممكن تمر عليك و تفرح  .. 
ما هو أصل ‘ الفرح ألوان أختار منه اللي يناسبك ‘