المكالمة الأخيرة ......

صوتك لسة بيرن في ودني .... و أحنا بنتكلم 
مكالمتنا الأخيرة من الساعة عشرة و نص الى 11 
وربع ... سامعة رنة ضحكتك وانتى بتهدينى من 
الزعل اللى انا فيه و بتقوليلى الصبر طيب و انا 
اقولك ليه مش راضية تروحى الدكتور تضحكى و 
تقوليلى والله رايحة الصبح اقولها بتتضحكى عليا زى 
عادتك تضحك اوي ومن قلبها و تقولى والله صدقينى انا 
رايحة الصبح ... و جاء الصباح وراحت فعلا بس كنت 
نسيت اسألها انتى رايحة فين تقصدى الدكتور ولا 
مكان تاني و انا بقفل المكالمة و بقولها باى باى 
يا آنة ..... ندهت باسمى لاخر مرة و قالتلى بحبك 
.... عاوزة منك حاجة ممكن قلتلها ممممم قولى يا 
قمرة أنتى سكتت مدة و قالتلى الولاد .... قلتلها 
مالهم ؟؟؟ قالتلى خدي بالك منهم لاني بحبهم أوي و 
قفلت المكالمة و كنت مبسوطة أوى لانها خفت بعد 4 
ايام عذاب ..... ساعتين ونص بالتمام والكمال و 
فجر يوم عيد ميلادها أهدت لينا أعظم هدية بدل ما 
نهديها أحنارحت أشوفها بس نايمة مش حاسة بيا 
نايمة زى الملايكة بوشها الأبيض لونها الأبيض غير 
العادى كان سر جمالها لان مش لون بشرة كان نقاء و 
طهر و صفاء مشفتوش في حد ولا احنا بقينا زيها 
محدش فينا عرف يبقى زيها كنت دايما اقولها ايه 
اللى نزلك على الارض انتى مكانك مش هنا مكانك فوق 
عند الملايكة تضحك و تتكسف أوى زى الاطفال 
الصغيرين .... 

مشيتي و خدتِ كل حاجة كأن البركة أنتزعت إنتزاعاً ً 
من كل شيء ... كأن أخطائى و أخطاء البشر جميعا 
تجمعت عندي ... مفيش حاجة بتمشى مفيش حاجة بتعدي 
طهرك كان مخلينى مش شايفة نفوس البشر العجيبة 
كنت عاملة ليا زى الحاجز بتصدي عني الميكروبات و 
الطفيليات البشرية أيوا أكتشفت من بعدك نفوس 
رخيصة و شريرة أوي .... متعرفش إلا تكون بوشين 
والوشين العن من بعض ,,, نفوس حاقدة ومعمية 
قلوبهم عن الصدق ..... كنت دايماً ليا أمان من كل 
ده ببساطتك و نقائك اللى كان مضلل علينا ولو أنى 
زعلانة منك أوي معلمتنيش أني أكون قوية معلمتنيش 
انى أقف في وش الظلم والحقد وضعاف النفوس 
الحقيرة علمتينى بس اكون نقية في زمن مينفعش فيه 
ده .... النهاردة سنة عدت علينا من غيرك و أنتى 
عارفة أكيد أحنا عاملين ازاى كنت اضحك واقولك 
اوعى تعمليها هنموت من بعدك تضحكى و تقولى حاضر 
مش هروح بس كنت بصدقك زى الاطفال انك مش هتسيبينى 
ابداً مكنتش أعرف أنها الحاجة الوحيدة اللى مش 
بأيدك ..... و مشيتى فى اقل من 6 دقايق كل حاجة 
راحت محسيناش بيكي كنت نسمة طايرة حتى وانتى 
بتروحى مننا كنت رقيقة أوي حد شاف موت رقيق ؟؟؟ 
هي بكل رقة وخفة و هدوء الملايكة راحت للأبد ............

بكرة 17-8 -2011 عيد ميلادك والسنة الأولى

 على رحيلك .....

وحشتينى يا ماما .... وحشتينى أوي .... وحشني 
صوتك .... وحشتني لمسة أيديكي ... كلك وحشني  
عاوزة حضنك 

دفيني من برد الايام و من نفوس الناس خديني لعالم 
أكيد أحلى عندك نفسي أكون عندك معاكي أنتي و بس 

لو ينفع تدعيلى أدعيلى أنى أكون معاكي لآني تعبت 
من غيرك أوي 

ماما ...... بحبك أوي يا أغلى حاجة في الدنيا 

و أجمل حاجة حصلت في حياتى .... قضيت أجمل 33 
سنة معاكي ومش هعرف أعوض جمالهم ولا حنانهم ....

لأنك كنت أجمل حاجة ممكن العين تشوفها 

لن أقول َلكِ وداعاً

بل سأقول 

إلى اللقاء يا أمي 

و أن يجمعني بكِ في جنات

 عرضها السموات و الأرض 

عن قريب إن شاء الله

......................

أن القلب ليحزن و أن العين لتدمع

و أنا لفراقك يا أمي لمحزونون

 ولا نقول إلا ما يرضي ربنا 

لا اله إلا الله

 و أن سيدنا محمد رسول الله 

~ ~ ~ ~~ ~ 

اللهم إجعل أمي سيدة من سيدات أهل الجنة،

واجعل الحوض مورداً لها، والرسول شافعاً لها 

واجعل ظلك ظلاً لها،

والولدان المخلدون خدماًلها، والسندس لباساً

 لها، والقصور سكناً لها

اللهم آمـــــــين 

يا إلهي أرحمنا برحمتك ..

يا إلهي أرحمنا برحمتك ..

يا إلهي أرحمنا برحمتك ..