الحياة هتتغير من حوالينا ...
الحياة بتتغير من حوالينا ...
الحياة اتغيرت ..
بس لما تغيرت خدت شكل الحروب اللي ما سابتش لا أخضر ولا يابس فيي وشها
علمت علينا وفضلنا نضحك على نفسنا إننا أتعلمنا من أخطائنا و نزواتنا وطيشنا و أحلامنا اللي ماتت مقتولة على أرض الواقع وأحنا متعلمناش ولا حاجة أحنا ذبلنا و أنكسرنا وسامعين صوت كسرنا في كل مرة بنحاول نخطي برا الدايرة المقفولة اللي حبسنا نفسنا جواها بعد ما وصلنا لمرحلة اليأس الشديد من الحياة ..
في يوم بقى بعيد .. بعيد أوي كنت بقعد أعلى شجرة نبق عالية وعجوزة بفكر في السما أزاي هي حلوة وليه ما بنطيرش زي العصافير وليه ماشيين على الأرض وليه متخلقش لينا أجنحة نعدي بيها بحور وأراضي ونسمع صوت الملايكة اللي بيتكلم عنها القرأن في المدرسة نزلت في يوم وأنا مقررة أعرف و أفهم وسألت ماما ليه أحنا مش بنطير و نعدي بحور كانت واقفة قدام شباك كبير في المطبخ بتحضر الغدا من الشباك ده بتشوف مساحة كبيرة من السما الزرقا قدامها ملت عينيها من كل الأزرق ده وقالتلي في طيور حلوة أوي وصغيرة جدا أسمه طائر السمان وده طير مهاجر بيجيلنا من أوربا طول الوقت مهاجر بيدور على الدفا من مكان لمكان ما بيتحملش البرد بيسافر مسافات كبيرة اوي و بعيدة علشان يلاقي حضن الدفا في سما فيها شمس كبيرة يقدر يكمل بيها حياته الطير ده لما بيوصل السواحل المصرية الصيادين بينصبوا ليه شبك بيوصل الطير منهك جدا وتعبان بشكل مش عادي بيشوف وهو في العالي أنه وصل للبر بينزل و ينزل و ينزل في الظلمة وهو فرحان أنه أخيراً وصل ومن تعبه وفجأة بدون مقدمات يلاقي نفسه في الشبك اللي من فرحته بالوصول مشافوش وبتنتهي رحلة التعب بالموت كانت بتبص للسما وساعتها لفت بصتلي و قالتلي محدش بيطير أوي إلا لما بيقع يا رنا لازم تحلم أحلام على قدنا و شبهنا نحلم نكبر منحلمش نطير نحلم نلبس على الموضة مينفعش ندور على جزمة السندريلا اللي هتحقق أحلامنا نحلم نقابل ربنا منحلمش نسمع الملايكة و بس ... قلتلها أحلامي مش على قدي بس هحاول ... كتبت فيلم عن طيور السمان و لسة منفذتوش كألف حلم مؤجل مش من فراغ بكتب وأنفذ دايماً أحلامي القديمة وبكتب عن نفسي المتلاشية في الزحمة و التعب,
بس أكتشفت متأخر أوي وأنا في مرحلة السقوط المُدوي أن مفرقتش عن طير السمان المنهك والمعدوم الإرادة والقوى ..
يمكن بطلت أحلم ..
بس مبطلتش أبص للسما .