اليوم وفي الصباح الباكر بدأ
العمل الرسمي بمدارس مصر
قد يكون يوماً عادياً في حياة الكثيرين ولكنه
تميز عندي لسببين كلاهما خاص بأبنتي الصغرى
وهي في السادسة من العمر
جميلة رقيقة حد الدهشة ولكنها
قوية الشخصية حد اللا معقول عكسي أنا تماماً
السبب الأول هو تخطيها مراحل الروضة و سعادتها الغير عادية بشعورها بأنها تسير على
مشارف الكِبر, لقولها لست صغيرة يا أمي
أنا كبيرة وفاهمة
السبب الثاني وهو ما أقشعرت له أبداني
كنت أجهز ليلاً أغراضهم وأشياء أخرى كثيرة
لوصولي من سفر سريع خاج مدينة القاهرة
وكنت أبكي بصمت فقط دموعي تنهمر لأسباب عدة
و كنت أعلم أنني وحدي أو هكذا توهمت
وهممت بالذهاب لغرفة ولدي الكبير فسمعته يقول لأبنتي بحزن شديد ..
ماما بتعيط بردو
فقالت له جملة صدمتني كقطار خارج عن مساره
لا عادي أي أم لازم تعيط تقريباً كل الستات كده
أنا لما هكون في سنها هعيط كده احنا مخلوقين بنعيط ولما هخلف بنت هتعيط زيي وزي مامي
تراجعت دون أن يروني وذهبت لغرفتي و أنا
أريد أن أختفي عن أعين البشر كلهم عن عيني أنا
يا ألهي العزيز أهذا ما فعله الحزن بي و يفعله بالأخرون تنفصل ذواتهم تماماً لدرجة أن يغشاهم ستار أسود من رؤية ما يحدث و يعتمل في أعين الصغار على أعتبار أنهم لا يكبرون ؟
رحمتك ألهي
لا تجعلها تبكي ..لا تجعلها تبكي ..
لا تجعلها تبكي .
دعها تغفو وتكبر على ترنيمات سلام
على حلم كالسماء
فهي زهرة نقاء من روح نيسان
أجعل بقلبها الفرح ..
أجعلها هي الفرح
ولأبني السلام
هم من يصنعون الفرح بحرفة
لا يضاهيهم فيها أحد
أحزنوا بقلبكم لا بوجوهكم
أحزنوا بداخلكم لا خارج حدود قلوبكم
أجعلو حزنكم خارج التغطية على وجوهكم
فهناك قلوب صغيرة ترى وتسمع وتتعلم
يا ألهي أجعلها تسامحني عندما تمر تلك الأيام وتكون في مثل عمري قل لها كانت لكِ أم لا تقصد الإساءة هي فقط كانت حزينة كريشة في مهب الريح
سامحيها فأنت صغيرتها و قرة عينها
فأنتِ سر وجودها حتى الأن
~ ~ ~ ~
من مدونة التشكيلية
هنــد جمـــال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق