24 أغسطس 2014

رائحة الدم ...






للوطن رائحة لا تشبه قهوة أمي في الصباح
ولا يشبه رائحة جسد أبي وهو يشدني إليه ليقبل شامات وجهي
لا يشبه أنسدال الحرير على جسدي
أو تشبه سمرة ذاك الغائب في سرابيل من وعد كاذب

للوطن يا أمي لون أحمر ورائحة الموت
للوطن يا أمي لون لا يشبه دهشة الشمس
لم أعد أراني أعزف في قلب الغيمة التي تسكنني
لا أسرق اللمعة من نجمات ليلي لأطلقها في غوى من شعر

أدور في فلك منازل مهدومة الحوائط فيها
مثقوبة أبوابها برصاص من غدر

والنوافذ مُتربة ،
بيني وبينها مسافات من عَتمة
و ستائر مُطرزة بِالنحيب

لا يحبني الله فأنا خطيئة من نار
أنا أحب الله فهو يحررني من ذنبي

لست برشاقة الوتر العازف في السماء
لست بجمال غجرية الرمال
لست الغاوية من تنحر الحرف على الشفاه
لست من يرقص بين كفي الغرام
لست أميرة حلم الكاذبين
لا أشاركهم فراش المعاني
لست أيقونة اليقين

فأنا النازحة  من مدن الصمت
من فقدت حكمة الهوى
من تقبل شفاه السراب
 تلك التي ما زالت ترتبك من ذكراه

يا أمي في بلادي رجالا لم يصدقوا الوعد
راقوا دماء الأباء في الدرب
و ذبحوا الضحكات في القلب
وراقوا بكارة صدقي أنا

للوطن رائحة لن تشبه قهوة أمي في الصباح ولن تشبه رائحة جسد أبي
للموت رائحة الدم والغياب والكذب

وأنا ما زلت تلك التائهة بلا وطن !!
..........
Taken By 
Silena Lambertini

ليست هناك تعليقات: