27 يوليو 2013

مقالي للعدد 15 في مجلة البصرة العراقية , ساقية الصاوي

 
شكر خاص من القلب للأخ والصديق حيدر المصمم

 
ساقية الصاوي
.............................
صرح ثقافي في مصر غاية في الروعة  و توجد في أجمل مناطق مصر الراقية
وهي جزيرة الزمالك على مساحة 5000 متر  تأسست الساقية في عام  2003 على يد المهندس محمد الصاوي وهو أبن وزير الثقافة الأسبق الأديب القدير الراحل عبد المنعم الصاوي  وخلال ست سنوات أصبحت الساقية صرحاً ثقافياً و عنصر غاية في الأهمية على خريطة مصر الثقافية
**********
الغريب في الأمر بأن ذلك المكان تحديداً الكائن تحت كوبري 15 مايو والذي أقيم عليه الساقية  كان مقلباً للنفايات وكانت منطقة غاية في الأهمال و حولها ذلك المهندس المعماري لتحفة فنية و صرحاً تنويرياً تفخر به البلاد
***********
وتهتم الساقية بجميع ألوان الفنون المختلفة من شتى بقاع مصر والعالم وتنظم الندوات والمهرجانات المختلفة لجميع الطبقات الفكرية المحبة للفن من الشعر و الندوات الفنية و المهرجانات الشعبية و الصوفية  والفرق الغنائية المختلفة  ومعارض الفن التشكيلي
***********
وكانت الساقية ملتقى دائم للفنان العراقي القدير نصير شمة وكانت الساقية شَرُفت بهِ
 وبأشرافه الشخصي على فرق بيت العود التي تضم أكثر من خمسون عازف و عازفة بالأضافة إلى تأسيسه فرقة  عازفات العود النسائية من مصر والوطن العربي و قدم معهن أجمل العروض العالية الرقي
بالأضافة لحفلاته الخاصة هناك
************
وكان لأسم ذلك الصرح مناسبة في غاية الأهمية
فالساقية هنا هي ساقية المياه أو الناعورة كما نسميها في العراق
و أسماها المهندس محمد الصاوي على خماسية أدبيه رائعة لوالده و كانت
بعنوان الساقية وكان الغرض منها أيضاً
 بأن تلك الساقية تسقي معرفة و ثقافة و فن
************
وتضم الساقية أكثر من قاعة مجهزين بأجهزة عرض و شاشات سينمائية مثل قاعة النهر ,, الحكمة ,, الكلمة وغيرها
مكتبة الساقية المميزة التي تضم كنوز الكتب للأطفال والالكبار و بلغات مختلفة
تنظم الورش الأكاديمية للفنون بشتى أنواعها مثل ورش السيناريو والأخراج
و ندوات التوعية بمشكلات مصر و سلوكيات الفرد و تطوير الذات
و راديو وصحيفة ورقية بالأضافة لموقعها الإليكتروني على شبكة الأنترنت و شبكات التواصل الإجتماعي
***************
أصبحت خلال تلك السنوات قِبلة لمحبي الفنون و ملتقى الشباب الأول و كأن هناكَ خيط شفيف يشد هؤلاء الشباب إلى هناك قد يكون هناك أكثر من صرح فمصر عامرة بصروح عديدة للثقافة ولكن هناك ما يميزها عن الأخرين قد يكون عدد زائريها اليومي الذي يصل إلى 2000 فرد قد يكون رحابة  صدر العاملين بها وهم يخدمون ذلك العدد اليومي أو ربما لضمها العديد من الأختلافات الفكرية التي تساعد الجميع الوصول إلى ما يبتغونه  وإنها ليست حكراً على نخبة معينة
**********
دائماً ما  أتجول في ذلك المكان وأسأل نفسي ذات السؤال لما كل هذا الحب لما أنا هنا كل مرة لما لا أحاول التغيير هل إرتباطي بذلك المكان أم برواده أم بالفرق التي أحب أن أراها هناك
وتدور في رأسي منذ فترة فكرة لبرنامج أعده للقناة التي أعمل بها على شبكة الأنترنت برنامج خاص بالساقية فقط و ذهلت من أفكاري الصارمة فأنا أجهز لعملية كاملة من الأعداد للفرق الغنائية والشعرية والتشكيلية  ألتي سأستضيفها هناك و ربما لهم تواجد في أماكن أخرى ولكني أود القاء الضوء على شيء واحد
الساقية و فقط
 قد أعد لذلك البرنامج لأسأل  نفسي أنا ذلك السؤال من جديد
لما أحب الساقية كل ذاكَ الحب
***********
لا يفوتكم زيارة الساقية حين تصلون مصرنا الحبيبة فهي تستحق تواجدكم بها كما أشياء كثيرة و رائعة في بلادنا
لقلوبكم السلام
...................
رنا هاشم
في 5/ مايو /2013  
12:30 AM

ليست هناك تعليقات: