29 أكتوبر 2013

حلم أو ربما هو الموت ...


متهالكة كمقعد مكسور لا فائدة منه تجلس القرفصاء و في عينيها نظرة دَهشة تُشبه نظرة مجنون القرية الذي يهابه الكِبار و يضحك عليهِ الصِغار عندما يبكي وهو يقول كُفوا عن إيذائي ,,

تالله لست بمجنون أنا مجرد فقير مجرد من السعادة ومن إنتظار المستقبل لا أملك فُتات الأمل و لا أجد من بين قِمامة الزمن شيء ليصلب بهِ جوع أوهامي ,

بالفعل تُشبه ذاكَ المجنون صامتة هي لا تبالي بمن حولها الأن لم تعد تسمع ذاكَ الضَجيجُ الأحمقِ من اللهفة لم تسمع نصائح الِكبار لم تعد تبالي متى و أين و لِما لم تعد تعلم كيف هي دقات الوقت الأن أو لما الليل طويل ,

لا تريد أن يُدركها سَياف الحَقيقة لا تُحيك من صوف الجَزع خيوط من مُر الإنتظار تخيط ثيابٌ غاية في الشفافية كي يلمس نور الشمس أهداب بياضها كي تعانق فيهِ الحنين كي تصرخ طلباً للنجاة من كل ذاكَ الأنين المصاحب لتنهيدات تلك الليالي الباردة لتلك النغزات التي كانت أشبه بلحظات الإحتضار , رأيتها في بعض الموتى من قبل ! تلك البرودة التي تسري في الأوصال ,,

ما زالت متهالكة لا تقوى حتى على البكاء فقد كانت دائمة البكاء لم يحدث شيئاً جَفت ينابيع نهرها ,,

كيف لها يا ربَ الدُعاءِ أن تسكن بِداخلها الهدوء كيف ؟
أدور و أدور و أدور إبكي , إبكي أتُريدين لَطمة يا أنتِ قوية كي تَبكين ,,

أدور و أدور إبتعدي يا لَعينة لن تَنسي ,,

أبتعدي من قالَ لكِ أود النسيان ,, إبتعدي !

هي صرخة واحدة !
لم تصرخها من قبل , صرختها بالفعل
صرخة واحدة يا ألله وتركتها تغفو كي تصحو على ريش من شغف
على خَرسٍ أصابَ قلبها المُتكسر وهي تحاول تحريك شفتيها الغاضبتين فبقلبها حديث يجب أن يُتلى في لوحهِ المحفوظ كتلك الورقة التي يتلوها على من يُحكم عليهم بالإعدام و سؤاله ماذا تريد يا أنتَ قبل الموتِ ,,

لم تُرتل صلاتها !
كل ما فعلته بأنها أشعلت شمعة روحها وبحثت عن غِطاء من دفء لتلك الهزات المرتعشة التي أصابتها , كل ما فعلته بإنها تمتمت لجِنيةَ الفَرحِ و عرافة جِبال أحزانها بالشكر بأنهم تركوها 
لتحلم من جديد
أو ربما ,,
لِموت جَديدْ !!
~ ~ ~ ~
#رنا_هاشم

ليست هناك تعليقات: