22 أغسطس 2011

ورق كوتشينـــة ... قصة قصيرة


دخلت مسرعة الى بيتها عائدة من عملها أثر
مكالمة هاتفية من أبيها ليقول لها أنه سينهى
 أمر خطبتها على ذلك الرجل الذي أختاره لها 
رأته يقرأ فى الجريدة قالت بدون مقدمات ....


ده على أساس أن أنا عمرى 17 سنة ولا ايه ؟؟
 مع أحترامى لحضرتك أنا عمرى 30 سنة يعنى فى
 نظر الناس  كبيرةو أنسانة ناضجة يعنى ليا
 رأى لإمتى هتعاملنا
 كأن حضرتك الوحيد اللى عارف الدنيا ماشية
أزاي 
نظر إليها طويلا و قال 
أخرك عندى 14 سنة شايف لسة ضفايرك السمرا
 و سندوتشات المدرسة شايف مصروفك في إيدك
ودموع عنيكي بتشتكي من البنات الوحشة ...
بس أنا كبرت 
الموضوع أنتهى النقاش فيه يا حنان 


****
دخلت غرفتها والدموع تملا عينيها و دخلت في
 أثرها والدتها و قالت لها 
طيب نتكلم
قالت هنتكلم في أيه 


قالتلها اللى بتفكرى فيه مش هيحصل 
مراد بتحبيه بقالك 8 سنين 
عمل أيه 
ولا حاجة أتعود إنك موجودة 
أتعود انك مستنية منه مكالمة ولا كلمة
يحن بيها عليكي 
لما يجى عليكى الدور 
مراد مش كده 
 لأ كده 
عاملة زى ورق الكوتشينة سايبهم فى الدرج اللي جنبه كل يوم يشوف مين اللى على هواه يكلمها النهاردة... بيفتكرك ايوا بس في الضيقة 
لما يبقى من جواه عارف انك الوحيدة
اللى هتسمعيه من غير اى شروط أو قيود 
 فوقي كفايا 
اللي بيحب يخاف على اللي بيحبه اللي بيحب ما يخذلش ما يعذبش ما يروحش بالايام والأسابيع
 و يقول مش في أيدي 
الراجل اللي بيحب يا حنان يشوف الدنيا بعين
اللي بيحبها مش يشوفهابعنين كل الستات اللى يعرفهم...
الخذلان يا بنتي صعب أوي في زمن محتاجين فيه السند....فوقي يا حنان 


إزداد نحيبها و ردت أعمل أيه بحبه ماشى فى دمي بتنفس نفسه اللى طالع مش بأيدى يا ماما 


أنا عارفة يا قلب ماما وأنك مش بالساهل هتنسي ومش بالساهل هتقبلى حياة جديدة من تاني لكن
 أنتى كده بتخلصي 
شوفي عنيكى بقو زى كاسات الدم أتحولوا لنظرة حزينة ميته مبقوش شبه عيون كليوباترا
 عنيكي مبقاش فيهم روح 
شوفي منظرك لا بتاكلى ولا بتتضحكي حياتك وقفت
8 سنين و أخرتها يا حبيبتى ؟؟


خديني في حضنك يا ماما خبيني من الألم اللى مش قادرة أستحمله ده ليه يا ماما ليه مكتوب علينا نعيش كل ده ليه اللى بنحبه ما بيجيش ليه واحد بحبه ما أتجوزوش ليه ؟؟
 ليه سابنى بالشكل ده وهو عارف اني بعشق تراب رجليه مين هيحبه زي ما بحبوا مين هيستحمله
زي ما استحملته مين من اللي يعرفهم هيعوضه
عني ليه يا ماما 


لأن هو مقدرش حبك مقدرش تنازلاتك مقدرش إنك
 كان ممكن تسيبي الدنيا كلها علشانه و ممكن
و ممكن خذلك كم مرة ؟؟ 
سابك كم مرة  ؟؟
حرق قلبك من الوجع كم مرة 
موتك من الإنتظار كم مرة يا حنان 
شفتيه بعينك مع غيرك كم مرة و سامحتي و غفرتي
 و أخرتها شفتي بعينك و أتاكدتي أن اللى
 بيتقال حاجة واللى بيحصل في الكواليس من
 ورا ضهرك حاجة تانية 
مستنية أيه تموتي ؟؟
 بيحبك ؟؟ ممكن
كنت غير التانين؟؟ ممكن
 بس تفضلى محطة وقف عندها شويه و خلاص في غيرك كنت عنده حكاية و خلصت 
مش بقولك ده علشان تتجوزي اللى جايبه أبوكي
أنا بقولك علشان تفوقي و ترجعي لنفسك
 فوقي يا حنان 
عارفة والله أنك بتحبيه بس هنعمل أيه 


آه يا ماما تعبانة أوي عاوزة أنام عاوزة أرجع تاني أعيش عاوزة أكون أنا من تاني يا ماما متسيبنيش أغرق لوحدي في الظلمة


أفهمينى هو الراجل الوحيد اللي حبيته مش هقدر أكون لغيره عارفة أن ده صعب تستوعبيه بس أنا عاوزة شغلي وحياتي و بس 
مش عاوزة عالم الرجالة ده مش عاوزاه كله ألم
 و دموع أيه فايدة الحب بخيانة و خداع أيه
 فايدة الحب بدموع و قهر و عذاب 
أيه فايدة اني أفضل أسامح و أغفر 
و أشوف غيري بيحاول ياخد مكاني 
هو أحنا اتخلقنا لكده يا أما في البيوت زى الخدامات مننطقش ولا كلمة و نحمد ربنا أن في
 بيت و راجل يبهدل فيناو يتحكم و يأمر
 يا أما أشوف حياتي وأبقى عانس و أستحمل
ضريبة نظرات الناس !! لا دى عانس !!
 لا دى متحررة!!
 لا دي ... ودي ... و دي 
لازمتها أيه العيشة دي لازمتها أيه فهمينى 
سيبينى أنام سيبينى أنام
و أنسى و بكرة يحلها حلال 

أغلقت أمها الضوء و باب غرفتها وعلى خديها
 دمعات قهر على فلذة كبدها و هى تصارع ما
 تصارعه كل أنثى بعمرها وكل أمرآة كانت بعمرها 


****
إما حنان فقد أستعملت حقها بأنها لها رأي
 مستقل و يأخذ به و رفضت إتمام خطبتها.
و مازالت تذهب إلى عملها المعتاد بروح ميته ومشاعر صلبة حتى تتحمل نظرة الناس اليها
وتضع رأسها على وسادتها أخر الليل و تغمض
عينيها لتتذكر قرار إنفصالها عن مراد قرار
أخذ بروحها من جسدها جعلها جسداً بلا روح
 ولكن كل يوم تنتظر بشغف ليلها و وحدتها
الثمينة لتغرق في
ذكرياتها لتسمع صوته و أنفاسه وهو يناديها
غمرات يديه الحنونة ...
تتحسس موضع  لثم يدها بشفتيه بحنين
 تناديه و  تهمس بحروف أسمه
وكأنه معها     
 فهي تعرف بقلبها 
أنه ما زال يسمعها


ليست هناك تعليقات: